الأربعاء، 26 أغسطس 2009

جمال الربوبية

إن النظرة الإيجابية للحياة تكون أكثر تحفيزا من النظرة السلبية. إن كل إنسان لديه حق اعتناق ما يريد، بغض النظر عن وضعهم. في النظرة السلبية يكون الإنسان قد شل نفسه في أغلب الأحيان، فتصبح هذه النظرة لا نهائية وساحقة قريبا. في الديانات السماوية نجد موضوع السيئة، فنجد أن هذا الموضوع يصبح بمثابة معاناة للإنسان فيكون ضحية هذه الرؤية السلبية. إن هذه الأفكار تضع العقل في الديانات السماوية بمحل الحياد، بينما الربوبية تعرض فكرة الخالق عن طريق القوانين الطبيعية. لقد وجدت في الكتب المقدسة للديانات السماوية أحكام بالقتل على الإنسان. مثلا في قصة نوح والسفينة عندما أغرق الإله "الكفار" ونجا نوحا وعائلته من هم هؤلاء الكفار أليسوا من البشر أليس بينهم نساء وأطفال وشيوخ فكيف نتخيل أن يغرقهم موجدهم، وكأحكام بقتل من يترك دينه.
فكرة الربوبية عن الإله
بالمقارنة مع أفكار الديانات السماوية المختلفة عن الإله، الربوبية لديها فكرة بسيطة عن الإله: كيان أبدي طاقته مساوية لرغباته، ومن هنا نستطيع أن نقول أن الإله لا بداية له ولا نهاية، وهذه الفكرة نتلخصها من نظرية ألبرت أينشتاين حول النسبية. ومن هنا نستطيع القول بأن الإنسانية ستتعلم أكثر عن مفهوم الإله عن طريق العلم والكون. فهذا هو الطريق الوحيد الذي يمكننا من المعرفة أكثر حول الإله، من خلال دراسة الخلق، وليس من خلال الكتب المقدسة للأديان التي هي من صنع مؤسسيها.
إن الديانات السماوية كونت فكرتها عن الإله من خلال نظرة عصرها والتجربة المادية لمؤسسيها، مثلا يشار إلى الإله بالملك الربوبية ترفض هذا، ويصور التوراة الإله بأنه غيور ويجلس على عرشه ... إن الربوبية تسعى للتعلم قدر المستطاع حول كل شيء وهذه هي الطريقة الفضلى للتعلم عن الإله.
المشكلة الأخرى حول فكرة الإله في الأديان السماوية أنها صورته كرجل، أي أن الإله هو ذكر، وهذا سيجعل النساء منفيات شعوريا ولا شعوريا إلى مقام أقل في المجتمع. ومن هنا نجد أن هذا انعكس على هذه المجتمعات بطريقة غير مباشرة ومباشرة حيث أصبحت المرأة تخضع للرجل.
كل الأديان السماوية تدعي أنها ترفض العنف ولكن تاريخها يثبت الخطأ، ففي العهد القديم نجد قصص الذبح والاغتصاب تحت القيادة المزعومة للإله، وإلى أقوال السيد المسيح حول جلب السيف لا السلام، وفي الإسلام حيث بدأ محمد دعوته سلميا وما لبث أن امتلك القدرة العسكرية لقوم بالحروب وتوسيع دولته وهذا نوع من الاستعمار تحت حجة الدين. هل من المعقول أن يقدس الإله قتل الإنسان للآخر بسبب اختلاف أفكارهم.
إن التعصب الضحل للأديان السماوية المختلفة يؤدي إلى إبادة الحضارة والحياة على كوكبنا. الربوبية تعتمد على العقل على العنف من أجل نقد عدد من أفكار الديانات السماوية حتى تتحول هذه الأديان إلى ديانات سلام.
إن إحدى أفضل الطرق للوصول إلى السعادة هي أن نقدر الأمور الإيجابية في الحياة. بالرغم من العقبات التي تواجه الإنسان فيجب أن يتغلب عليها.
من التجربة الشخصية أعرف أن من الضروري أن أعمل على التفكير بالأشياء الإيجابية في الحياة. هنا قد لا أشعر بالتحسن فقط ولكن رأيي يصبح واضحا والحلول للمشاكل تتدفق بشكل سهل.
يبدي العديد من الناس الغضب من الإله للمرض، والكوارث. ولكن للعلوم الإنسانية القدرة على إزالة وتحييد كل هذه. بدراسة مبادئ الطبيعة استأصلنا العديد من الأمراض وحمينا أنفسنا من معظم الكوارث الطبيعية. إذا لم نترك أنانيتنا وخوفنا يقفان في طريقنا نستطيع أن نعلم كم نحن بصحة جيدة. كل اختراع واكتشاف مستندة إلى وقائع التطور البشري. نحن يمكن أن نمنع الأمراض ونعالجها، عن طريق مجتمع تقدي سلمي. الثورة الدينية في الربوبية هي ثورة عالمية سلمية ستجلب تحرير العقل والإنسان.

الجمعة، 14 أغسطس 2009

ردا على أحد سؤال ميرو الملحد

جاءني سؤال من ميرو الملحد وهو:
أنتم تعتقدون بالاله إذن لماذا خلقنا الاله ولم يعد يبالي لنا؟
الجواب إن الإله خلق الكون مثاليا وخلقنا بالشكل المثالي إن الإله لم يعد يتدخل في الشئون الإنسانية عن طريق المعجزات وهذا لا يعني أنه أهملنا بل لأنه خلقنا بشكل مثالي وهذه المثالية ستجعلنا دائما نطمح إلى الكمال

إلى كل زوار مدونة الربوبي العربي

إلى كل زوار مدونة الربوبي العربي

أي زائر لديه استفسار حول الربوبية يستطيع أن يتواصل معي عن طريق بريدي الالكتروني

samuel.jakob@yahoo.com

الخميس، 23 يوليو 2009

الربوبية تعارض الإلحاد

في كتاب جورج سميث "الإلحاد – الحالة الرافضة للإله"، يقول أن العقلانية لن تقود للإله. بدلا من قول هذا، الإله فقط يمكن أن فقط أن نصل له عبر العقلانية. الكتاب يشرح العقلانية كدليل الوجود الأول، ثم يصل إلى الفكرة، مثل نيوتن عندما رأى التفاحة تسقط أرضا واكتشف بعدها قانون الجاذبية. ثم يصف العقلانية أنها القبول الأول للفكرة وبعدها بحث عن دليل يدعمها، مثل شخص أوجد فكرة الإله وقال أن الإله أوجد الكون. الربوبية قالت إن العقلانية والعقل يقودان للإله. للربوبي إن الدليل هو الخلق والفكرة التي جلبت الدليل هو الخالق. لا شيء مطلقا عرف للإنسان أنه خلق نفسه. مثلا، إذا أطلعنا أحدهم على الكمبيوتر، وأخبرنا أن كل القطع المنفردة التي صنعت الكمبيوتر قد حدثت بالصدفة، وأنهم بطريقة ما قاموا بتشكيل نظام الكمبيوتر على نحو كامل كلهم بمفردهم، نحن سنكون حماقة إذا صدقنا هذا الشخص. العقل، إذا استخدمناه، لن يدعنا نصدق هذه الفكرة هكذا. أيضا، إذا أخبرنا أحدهم "الأبد" نما الكون ونظامه المثالي تم بفرصة نقية، نحن لن نكون ملتزمين بتصديقهم. من تجربتنا الخاصة نحن نعلم كل شيء لديه خالق أو مكون. لماذا إذا الخلق نفسه مختلف؟ هناك إذا نوعية واحدة للخلق، الذي يجعل وجوده بالصدفة بعيد لدرجة كبيرة. هذه النوعية هي الحركة.
إذا عدنا مجددا لتوماس باين نجد هذه الرؤية التي أسسها تعارض الإلحاد في الحديث إلى أحد مجتمعات فرنسا، بعد فترة قصيرة من الثورة الفرنسية:
"في المكان الأول، نسلم أن المادة لها خصائصها، كما نحن نرى أنها تملك، السؤال يبقى، كيف أتت المادة بهذه الخصائص؟ لهذا هم سوف يجيبون، هذه المادة تملك هذه الخصائص بشكل أبدي. هذا ليس الحل، ولكنه تأكيد؛ ولرفض أنه من المستحيل إثبات وتأكيد هذا. إنه من الضروري أن أذهب أبعد، وأقول إذا كان هناك وجود لاحتمال أن هذه ليست هبة مميزة من المادة، كالكون، الكلام، المجموعة الشمسية، لا أحد يستطيع تأكيد حجج الإلحاد، إن التفكير المتفوق بكل هذا سيسقط أفكار الإلحاد حول أن المادة أساس لكل شيء، وسيصبح الإله معروفا وكل هذا عن طريق الفلسفة الطبيعية.
إن الاحتمالات حول وجود كل شيء هي على النحو التالي:
أولا أن المادة خلق الكون، ونظامه يتغذى عن طريق الحركة. الحركة هي ليست مملوكة من المادة، ومن دون هذه الحركة، النظام الشمسي لم يكن موجودا. لأن الحركة غير مملوكة من المادة، هذه الحركة من المستحيل أن تكون بيد كل شخص ولكن هذه الحركة بيد خالقها. عندما الملحدين يصبحون قادرين على إنتاج الحركة، عندها من الممكن أن نصدقهم.
إن الحالة الطبيعية للمادة، بالنسبة للمكان، هي حالة البقية. الحركة، أو تغيير المكان، هي تأثير سبب خارجي تعمل بناء للمادة، أما بالنسبة للجاذبية، هي نتيجة، حيث أن جسمين أو أكثر يعملون بشكل عكسي أو متبادل ليلتصقا. كل شيء حتى الآن أكتشف، مع احترامنا لحركة الكواكب في النظام الشمسي، يعود فقط للقوانين حول كيفية نشاط الحركة، وليس سبب الحركة.
الجاذبية، بعيدة جدا عن أن تكون سبب حركة الكواكب التي تشكل النظام الشمسي، فهي قد تؤدي إلى دمار النظام الشمسي. وفي كلمة واحدة الإلحاد يقول، والفلسفة تقول أن المادة في حركة دائمة.
إن الحركة هنا تعود لحالة المادة، والتي فقط على سطح الأرض. هي إما تجزأ، والتي تدمر جسم المادة، أو إعادة تركيب والتي تركب المادة في نفس الشكل أو بشكل مختلف، كتفتت جسم المواد الحيوانية والنباتية التي تدخل في تركيب الأجسام الأخرى.
ولكن الحركة التي تدعم النظام الشمسي، هي من نوع مختلف، وهي ليست ملكا أو جزءا من المادة. وهي تقوم بتأثير مختلف التأثير كليا. إنها تعمل للحفظ الدائم، ولمنع أي تغيير في حالة النظام القائم.
عندما نكتشف حدث في مثل هذه الأهمية، والتي من دونها الكون لم يكن موجودا، وكذلك المادة، وكل الخصائص الأخرى، نصبح مجبرين على الاعتقاد العقلاني القائل بوجود سبب أرفع من المادة، وهذا السبب يسميه الإنسان الإله.
أما بالنسبة لمن يقولون الطبيعة، إنها فقط قوانين الحركة والأفعال من كل نوع. وعندما نتحدث عن الرؤى من خلال الطبيعة يعود إلى إله الطبيعة، نحن فلسفيا نتحدث بنفس اللغة العقلانية عندما نتحدث عن الرؤى من خلال قوانين البشر التي تعود للقوة التي شرعتهم.
إن الإله هو القوة المسببة الأولى، الطبيعة هي القانون، والمادة هي الشيء الذي ينفذ". وعندما سأل توماس باين عن الإله قال هو الإله الذي قدراته مساوية لإرادته.

السبت، 27 يونيو 2009

الربوبية تعارض الديانات السماوية

الديانات السماوية أو الإيحائية، عرفت في قاموس عالم ويبستر الجديد أنها: "أن يقوم الإله بكشف نفسه لشخص ما". هذه يجب أن تقرأ هكذا، "الزعم أن الإله قام بكشف نفسه لشخص ما". لما لم يكشف الإله لكل منا بشكل منفرد الدين المعني إذا حقا كشفه لغيرنا، إذا صدقنا بهذا الدين، لن نأخذ بكلمته هو، بل بدلا من ذلك سوف نضع ثقتنا في الشخص المختار حتى يخبرنا كذا وكذا. هذا ما نفعله عندما نصدق بالدين السماوي سواء مسيحية أو إسلام أو يهودية. إن الدين السماوي يصبح خطرا عندما يعبر حدوده نحو السياسات. هذا هو هدف الأحزاب المسيحية. إن الإله أوحى إلى زعماء هذه الأحزاب أن يأخذوا الدول تحت كلمة الإله، حينها القوانين الوطنية ستصبح انعكاسا للإنجيل ، وإذا علمت ما في الإنجيل من أمور مفزعة. هذا أيضا ما يريده حامل لقب أية الله أو أمراء الإسلام أو أمراء المؤمنين ... فقط الكلمة الموحى من الإله هي القرآن. هل نستطيع أن نصدق ما يقولونه أن الإنجيل أو القرآن هو كلمة الإله.
إن الشيء الأهم من البكاء وإدعاء البكاء، هو الحقيقة، ولتحقيق الطريق نحو الحقيقة، يجب أن نعلم أن الذي يعارض التحقيق للوصول للحقيقة هو رافض للحقيقة. إله الحقيقة ليس إله الخرافة، عندما يكون هناك كتاب من الإله للعالم، ونجعله أساسا للدين، نحن يجب أن نبحث في الكتب الأخرى بشكل دقيق من أجل أن نظهر دليلا على ما يقول. وتبجيلنا للإله سيجعلنا نقوم بهذا، حتى لا ننسب للإله ما ليس له، وواجبنا اتجاه أنفسنا سيجعلنا نأخذ الخرافة للحقيقة، وبهذا نبقي أمالنا في إنقاذ الأفكار الخاطئة.
دعواتنا هذه لم يصنعها كتاب مقدس، أكثر من هذا دعواتنا مقدسة تؤهلها لهذه التسمية. لهذا فالتحقيق ضروري للوصول إلى الحقيقة. ولكن التحقيق يجب أن يكون لديه بعض المبادئ حتى يمضي قدما، بعض المعايير حتى تقبل الحكم عليها من قبل الإرادة الإنسانية.
عندما نتفحص الخلق، الثورات في النظام الكوكبي، والاقتصاد الكامل المسمى بالطبيعة، والقوانين التي الخالق وصفها للمادة، نحن نرى انسجاما في كل أجزاء العالم. فلا جزء يناقض الآخر. الشمس لا تعمل ضد القمر، والقمر لا يعمل ضد الشمس، والكواكب لا تعمل ضد بعضها. كل شيء له زمانه ووقته المعينين.
هذا الانسجام في عمل الإله واضح جدا، إن المزارع في الحقل، مع ذلك لا يستطيع حساب الكسوف، كما يفعل الفلكي. إن الإله يظهر في كل جزء من الكون.
هذا هو المعيار الذي كل شيء يجب أن يقنع الذي يدعي أن يكون عمل الإله أو كلمته، بهذا المعيار يجب أن يحكم، مستقلا من كل شيء وأي شيء من الممكن للإنسان أن يفعله أو يقوله. رأيه مثل الريشة في المقياس مقارنة بالمعيار الذي لإله وضعه.
باختصار هناك حلان للوجود إما أن يوجد الإنسان نفسه ويوجد غيره أو أن توجد قوة أخرى الخلق، بما أن الإنسان وكافة المخلوقات ليست كاملة ولكنها تسعى للكمال فمثال المزارع والفلكي إذن فهناك قوة أخرى أوجدت المخلوقات.
إذا نحن عرفنا أننا لم نخلق الخلق أو أنفسنا، لأننا والخلق موجودين، إذن فمن المنطق أن نؤمن أن الإله، أو سبب داخلي، أو خالق قام بخلقنا. هذا الاعتقاد ليس له أي دور في الديانات السماوية. في الحقيقة، كل الأشياء السخيفة في الديانات السماوية هي السبب الرئيسي في غلق الناس لعقولها ورفض كل ما ينافي هذه الديانات وهذا جعلهم منغلقين باتجاه الدين الطبيعي (الإلهية). الكهنة، الشيوخ، الحاخامات يريدون قمع أو على الأقل تصعيب صفاء وبساطة معتقدات وتحقيقات الإلهية من أجل أمن عملهم الشخصي. والنخب القوية لا تستخدم الإلهية لأنهم لا يستطيعون استخدام الإلهية لجعل البشرية تشن الحروب ضد غيرها لأهداف أنانية وشخصية. في الحقيقة، بالتركيز على المعتقد الأول لكل الأديان، الاعتقاد بالإله، يجب أن يمنع الحرب وماكينات المال الدائمة.
هذه الاقتباس من توماس جيفرسون يضعنا في اتجاه التحرر من تشويشات رجال الدين والديانات السماوية:
"إنني أعلم (من دون الوحي) أنه عندما نلقي نظرة على الكون، في أجزائه، عامة أو جزئيا، إنه لمن المستحيل على العقل البشري أن لا يدرك ويشعر بإقناع التصميم، المهارة الكاملة، والقوة اللا محدودة في كل ذرة من محتوياتها. إن حركات الأجرام السماوية دقيقة جدا ومتوازنة. إن تكوين الأرض بنفسها، مع توزيع الأراضي، المياه الغلاف الجوي، الحيوانات والنباتات، مع فحص كل أجزائها الدقيقة، الحشرات، الذرات المجردة من الحياة، منظمة جدا كالإنسان والحيوان. المواد المعدنية، تكوينهم واستخدامهم، إنه من المستحيل على العقل البشري أن لا يصدق أنه في تلك الأشياء كلها، تصميم، سبب ونتيجة، إلى سبب لا نهائي، المخترع لكل الأشياء من المادة والحركة، حافظهم ومنظمهم، هم من الممكن لهم أن يتواجدوا بأشكالهم الحالية، وتجديدهم بأشكال جديدة وأشكال أخرى. نحن نرى أيضا، البراهين الواضحة لأهمية وجود القوة المراقبة، إبقاء الكون في سياقه وتنظيمه."
لأن الإلهية تستند على الطبيعة، وقوانينها، والخلق، إنها دين طبيعي ترفض الدين السماوي وترفض الدين الذي هو من صنع الإنسان.

الثلاثاء، 23 يونيو 2009

أسئلة حول الربوبية

ما هي أسس الربوبية؟
العقل والطبيعة. نحن نرى التصاميم الموجودة في الكون وهذا الإدراك يجلب لنا صوت الاعتقاد بالإله.

في تعاليم الربوبية "الاعتقاد بالإله"، إذا ما هو الاختلاف بين الربوبية والديانات الأخرى كالمسيحية واليهودية والإسلام والبوذية؟
كما ذكرنا إن تعاليم الربوبية تستند على الطبيعة والعقل ليس على الوحي. كل الديانات الأخرى (مع استثناء للبوذية والطاوية لأن الخرافة لا تلعب دورا فيهما) تدعي أنها أقيمت على الوحي الإلهي وهي تعتمد على الكتب "المقدسة". الإلهية ليس لديها كل ذلك. في الربوبية (الإلهية) ليس هناك حاجة للمبشرين وللكاهن والقسيس والحاخامات والشيوخ والمفتين والولاة والفقهاء. كل ما تحتاجه في الربوبية الحس الشخصي وتأمل الخلق.
كذلك ففي الديانات السماوية، تحديدا في المسيحية والإسلام، يستخدم الخوف والجشع من أجل اعتناقهما. الجشع الموجود في الديانات السماوية حتى تحصل على الجوائز مثل الحياة الأبدية، وأي شيء تسأل عنه. وبالتوافق مع الجشع تستخدم أيضا التخويف من الموت. والربوبية لا تفعل ذلك. تعاليم الربوبية هي أنه يجب أن نفعل الصواب ببساطة لأنه ذلك هو الشيء الصحيح. والربوبية لا تدعي أنها تعرف ما الذي سيحصل لنا بعد الموت. نحن نحب ونثق بالإله بما فيه الكفاية حتى لا نقلق حوله. وكما كتب توماس باين، "أنا أضع نفسي بين يدي خالقي، الذي سوف يثبت لي بعد هذه الحياة طيبته وعدالته. أنا أترك كل هذا له، كخالقي وصديقي".

هل الربوبيين يعتقدون أن الإله كون الخلق والعالم وبعد ذلك تركه؟
بعض الربوبيين يفعلون والبعض يعتقد أن الإله يتدخل في الشئون الإنسانية. مثلا، عندما واجه جورج واشنطن بين سحب القوات الأميركية من لونغ أيلند أو أن يستسلموا، اختار الانسحاب. وعندما سئل عن إمكانية أن يبادوا قال أنه كان أفضل ما يمكن أن يفعله وأن الباقي كان للعناية الإلهية.

هل يصلي الربوبيين؟
فقط صلوات الشكر والتقدير. ولكننا لا نطلب شيئا من الإله.

كيف يصور الربوبيين الإله؟
نحن نصور الإله على أنه الكيان الأبدي الذي قوته معادلة لإرادته/إرادتها. هذا الاقتباس من ألبرت أينشتاين يضع تصويرا جيدا للإله في الربوبية: "إن ديني يتضمن الإعجاب لروح عليا بلا حدود التي تكشف لنا التفاصيل الطفيفة عن نفسها نحن قادرين على إدراكها بعقولنا. هذا إيمان عاطفي جدا من وجود قوة تفكير متفوقة، الموجودة في الكون، يشكل فكرتي حول الإله".

هل الربوبية طائفة؟
من المستحيل على الربوبية أن تكون طائفة لأن الربوبية تعلم الاعتماد على الذات وتشجع الناس على استخدام عقولهم بشكل دائم. الربوبية تعلم استجواب السلطة مهما كلف ذلك.
وليس كما في الديانات السماوية، الربوبية لا تملك ادعاءات لا عقلانية. الديانات السماوية تشجع الناس على الاستسلام وتعليق هبة الإله العقل. هم يحبون تسميتها أيمانا. مثلا، كم من المنطقي أن تصدق أن موسى شق البحر، أو أن المسيح مشى على الماء، أو أن محمد تسلم القرآن من ملاك؟ استخدام عقلك يكفي حتى تصدق أن هذه القصص وضعت من قبل الإنسان وهي تشبه أن تصدق بقصص كتاب الخرافة والخيال.

بماذا تجيب الربوبية كل الشر الموجود في العالم؟
إن معظم الشر في العالم من الممكن مواجهته وإزالته إذا الإنسانية استخدمت هبة الإله العقل. بعد ذلك إن كل قوانين الطبيعة التي اكتشفت وتعلمنا استخدامها بشكل إيجابي التي صنعت كل شيء من الكمبيوتر والعلاج إلى غزو الفضاء، ستوجد إلى الأبد. ولكننا قررنا أن لا نعيش بعد اليوم في عالم من الخوف والخرافة بل في عالم من المعرفة والتعلم. إن من الملطف أن نؤمن أننا لسنا مسئولين عن أفعالنا ولكن العمل الجاد مطلوب من أجل النجاح.
الربوبية لا تقول أنها تعرف كل الأجوبة، نحن فقط واثقون أننا نسير في الطريق الصحيح نحو هذه الأجوبة.

القاموس الإلهي

الطائفة: في الإلهية، الطائفة هي اعتناق المعتقدات اللا عقلانية من قبل مجموعة من الناس. فاليهودية والمسيحية والإسلام هم طوائف، لأن معتنقيها يعتنقون التعاليم اللا عقلانية ويعتقدون بالأساطير مثل أن اليهود هم شعب الإله المختار، وأن المسيح كان يشفي المرضى عن طريق الإيمان، وأن محمد صعد للسماء، ولأن الإلهية تعتمد على التفكير الحر والمستقل وعلى العقل، فإنه يستحيل على الإلهية أن تتحول إلى طائفة.
الإلهية: الإلهية هي الاعتراف بأن القوة المبدعة الكونية أكبر من أن تشرح من قبل الإنسان، مدعمة بالرؤية الشخصية للقوانين والتصاميم في الطبيعة والكون، المؤيد من القدرات الفطرية لعقل الإنسان المقترن برفض الإدعاءات المصنوعة من قبل الأفراد والدين المنظم من بعد أن تسلموا الوحي الإلهي الخاص.
الإيمان: هذه العبارة استخدمت بشدة في الديانات السماوية وكان هدف هذه العبارة تعليق الهبة الإلهية أي العقل حتى يتم تقبل الادعاءات اللا عقلانية الموجودة في الديانات السماوية. كانت هذه هي الطريقة الوحيدة للديانات السماوية حتى تجعل الناس يقبلون بالادعاءات اللا عقلانية، كالمشي على الماء، وشفاء المرضى بدون الرعاية الطبية، وشق البحر الأحمر، وغيرها. الإلهيين يفضلون استخدام عبارة "الثقة" بدلا من الإيمان بسبب المعنى الملتوي لعبارة "الإيمان" في الديانات السماوية.
مفتاح الاختلاف بين الإلهية والديانات السماوية هو أن الإلهيين لا يعتقدون أن الإيمان مطلوب للاعتقاد بالإله. إن هذا الاقتباس من فولتير يختصر ما نعني: "ما هو الإيمان؟ هل هو الاعتقاد بما هو واضح؟ لا. إنه واضح جدا لعقلي أن هناك سيد مهم، أبدي، علي وذكي. هذه الاعتقاد لا ينبع من الإيمان ولكنه ينبع من العقل."
الإله (الرب): هو القوة المبدعة الكونية التي هي مصدر القوانين والتصاميم الموجودة في الطبيعة.
التصميم الذكي: التصميم الذكي هو الأشكال الموجودة في الطبيعة، الذي نستطيع أن نلاحظها ونرى مدى تعقيدها (كالحمض النووي) وتتطلب المصمم الذكي. هذه "الأشكال" هي عبارة عن عدة أشياء رتبت في نمط معين ومنظم. في الإلهية، التصميم الذكي ليس له شيء على الإطلاق مع الأساطير التوراتية الغير معقولة حول "الخلق".
الدين الطبيعي: هو الاعتقاد بالإله المستند على استخدام العقل في القوانين والتصاميم في الطبيعة وبعكس الدين السماوي الذي يستند على الإيحاءات المزعومة.
الفلسفة: دراسة الحقائق ومبادئ الوجود، المعرفة، والسلوك.
العقل: القوى الفكرية المستخدمة في تكوين الاستنتاجات والاستدلالات المستندة على الحقائق. الإلهيين ينظرون للعقل على أنه الهبة العظيمة الثانية من إله الطبيعة إلى الإنسانية، بعد الحياة نفسها.
الدين: هو مجموعة معتقدات تتعلق بالسبب، وطبيعة الكون والغرض منه.
الوحي: هو الكشف أو الإعلان. في الدين، الوحي يعني الوحي الإلهي أو الإيحاء القدسي. وهذا شيء بلا معنى، فالوحي يمكن أن يكون وحيا في المرحلة الأولى. مثلا، إذا الإله أوحى لي بشيء ما، هذا سيكون وحي خاص بي. إذا قمت بإخبار شخص آخر بما أخبرني به الإله، يكون مجرد خبر بالنسبة للشخص الذي أخبرته، إذا صدق هذا الشخص ما أخبرته به، فلن يعودوا ليضعوا ثقتهم بالإله، ولكن بي، وسيعتقدون أن كل ما أخبرهم به هو صحيح.
الدين السماوي: هو نظام منظم من الاعتقاد بالإله وعبادات له يرتكز على الاعتقاد بأن الإله تواصل/يتواصل مع أفراد مؤسسين أو أعضاء من دين سماوي معين. كما ذكرنا في الأعلى، إن الاعتقاد في أي من الديانات المنزلة المعتقد لا يضع ثقته بالإله بل في شخص/أشخاص زعموا استلام الوحي المقدس.
الثقة: الثقة هي الثقة في إنسان أو شيء يستند على العقل والتجربة.